في الحياة أشياء كثيرة، منها ما يثير الدهشة ومنها ما يثير الضحك، ومنها ما يثير السخرية ومنها ما يثير البكاء، وما أكثر الأشياء في عالمنا اليوم التي تدمي القلوب وتزرع في النفس حسرة وأسى. فعندما أنظر إلى العالم، إلى كل مكان فيه، أجد الناس كل في دنياه لاهٍ. كل يرى الحياة من منظاره الخاص، وكل يعيشها حسب معتقداته، حسب رؤيته، وحسب ظروفه ومحيطه، أجد الأرض التي نمشي عليها مروية بدماء قوم قدموا أرواحهم لتكون تلك الأرض صلبة قوية. فعالمنا اليوم بكل مغرياته وعطاءاته بكل شيء جميل ورائع، فإن فيه ما يملأ القلوب رعبا وخوفا على مصير الإنسان فيه. فرغم التقدم الشديد الذي حدث في مجالات كثيرة إلا أن التخلف ما زال كامنًا داخل الإنسان. أصبح أكثر معاناة ومأساة من السابق. فالإنسان اليوم يتنفس وهو لا يدري إن كان النفس الذي يتنفسه نقيا أو لا. حالة رهيبة وصل إليها الإنسان، حالة تثير الرثاء فعلا على مصير الإنسانية في هذا الزمن القاتل. ويبقى الإنسان بكل جبروته وقوته، بكل شروره وآثامه، وبكل الأشياء التي اخترعها وطورها وامتلكها بين يديه، لا يقوى على حماية نفسه، يبقى عاجزًا أمام الألم والمرض والانهيار.

0 Comments