مع إشراقة كل فجر يظل التأمل غامضا في تغيرات الكون ومعانيها .. الحياة ! إن لها معادلة ثابتة تبدأ بالميلاد وتنتهي بالوفاة. يهرب مني التأمل ثانية لتأمل جديد .... فأرى بزوغ الفجر كخيوط ذهبية ، فأتذكر الغروب . أنظر للسماء والأرض ، الجبال والرمال .. أطلق لعيني العنان لتسرح في اللانهاية .. لأعشق أجمل متقنة بإحكام ، بها السحر والإبداع ، الجاذبية والجمال .. وكيف لا ؟ وهي من صنع الرحمن الذي أنارها بالقمر ، وزينها بالنجوم. أشرقها بالشمس ، وكسر حدتها بالغيوم . كساها خضرة ، وجمّلها بزرقة النهر والبحر وفيروز الشطآن . ونعم كثيرة لا تعد ولا تحصى ... ثم أبهر بقوس المطر وهو ناشر طيفه ، يداعب به أوراق الأشجار في الحقول. وانجذب إلى ألطف خلقة تخطف الألباب بصوت شجي عذب اللحن. وتسرق بصري أسراب الطيور المهاجرة العاشقة لمتعة التنقل والترحال ، وهي محلقة بكبرياء شامخ يعانق غيوم السحاب. وأتوقف هنا لأفكر : ترى ما سر هجرتها ؟ وما سر عودتها ؟